Kamis, 29 Desember 2011

فى بيان الأقطاب

بسم الله الرحمان الرحيم
الباب الأول
فى بيان الأقطاب والأبدال والأوتاد والنجباء والنقباء وبيان صفتهم وعددهم ومساكنهم
* فالأقطاب : جمع : قطب على وزن ( فعل )
وهو فى اصطلاحهم الخليفة الباطن وهو سيّد أهل زمانه سمىّ قطبا لجمعه جميع المقامات والأحوال ودور انه عليه مأخوذ من قطب الرحى وهو الحديدة التى تدور عليه وفى شرح تائية سيّدى الشيخ شرف الدين عمر بن الفارض لسيّدى الشيخ عبد الرزاق القاشانى القطب فى اصطلاح القوم : أكمل الناس متمكن فى مقام الفردية تدور عليه أحوال الخلق
وهو : إمّا قطب بالنسبة إلى مافى عالم الشهادة من المخلوقات يستخلف بدلا عنه عند موته من أقرب الأبدال منه فحينئذ يقوم مقامه بدل هو أكمل الأبدال وإمّا قطب بالنسبة إلى جميع المخلوقات فى عالمى الغيب والشهادة ولا يستخلف بدلا من الأبدال ولايقوم مقامه أحد    من الخلائق وهو قطب الأقطاب المتعاقبة فى عالم الشهادة لايسبقه قطب ، ولا يخلفه آخر وهو الروح المصطفوى صلى الله عليه وسلم المخاطب بقول : ( لولاك لما خلقت الأفلاك ) انتهى
يعنى : لايخلفه غيره فى هذا المقام الكامل ، وإن خلفه فيما دونه كالخلفاء الراشدين فلا ينافى ما سيأتى
وفى بعض كتب العارف بالله تعالى سيّدى محيى الدين بن عربى قال : اعلم أنهم يتوسعون فى إطلاق لفظ القطب . فيسمون كل من دار عليه مقام من المقامات قطبا ، وانفردبه فى زمانه على أبناء جنسه
وقد يسمى رجل البلد : قطب ذلك البلد، وشيخ الجماعة : قطب تلك الجماعة
ولكن الأقطاب المصطلح على أن يكون لهم هذا الاسم مطلقا من غير إضافة لايكون إلا واحد ، وهو الغوث أيضا وهو سيّد الجماعة فى زمانه ومنهم من يكون ظاهر الحكم يحوزالخلافة الظاهرة كما حاز الخلافة الباطنة كأبى بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم ومنهم من يحوز الخلافة الباطنة فقط كأكثر الأقطاب
وفى الفتاوى الحديثية لابن حجر : رجال الغيب سموا بذلك لعدم معرفة أكثر الناس لهم ، رأسهم القطب الغوث الفرد الجامع . جعله الله دائرا فى الآفاق الأربعة أركان الدنيا ، كدور انها الفلك فى أفق السماء ، وقد ستر الله تعالى أحواله عن الخاصة والعامة غيرة عليه ، غير أنه يرى عالما كجاهل ، وأبله كفطن ، وتاركا كآخذ ، قريبا بعيدا ، سهلا عسرا ، آمنا حذرا ومكانته من الأولياء كالنقطة فى الدائرة التى هى مركزها به يقع صلاح العالم . انتهى
وفى المعدن العدنى فى فضائل أويس القرنى للمنلا على القارى قال : وأمّا قطب الأبدال فى زمانه فالذى فى ظنى أنه أويس القرنى انتهى
وفى شرح منظومة الخصائص النبوية لشيخ مشايخنا الشهاب أحمد المنينى قال : وذهب التونسى من الصوفية إلى أن من تقطب بعده ابنته فاطمة ولم أر له فى ذلك سلفا ، وأمّا من تقطب بعد عصر الصحابة فعمر بن عبد العزيز وإذا مات القطب خلفه أحد الإمامين لأنهما بمنزلة الوزيرين أحدهما مقصور على مشاهدة عالم الملكوت والآخر على عالم الملك والإمام الذى نظره فى عالم الملكوت أعلى مقاما من الأخر انتهى

Tidak ada komentar:

Posting Komentar